مذكرات
ست من الدكتور جورج جبور
إلى
السيد رئيس مجلس الوزراء: 1990 – 1997
منذ غزو الرئيس العراقي صدام حسين دولة الكويت، في
2/8/1990، بدأت مرحلة جديدة من تدخل الأمم المتحدة في شؤون المنطقة، انتهت بعمل
عسكري هو الأكبر في كل تاريخ المنظمة الدولية، أو على الأقل منذ النزاع الكوري عام
1950. سادت سورية والبلاد العربية والعالم أجواء توتر عنوانه: ماذا ستفعل الأمم
المتحدة؟ ما مصير العراق ومصيرنا إن أصبحنا في قبضتها.
ضمن تلك الأجواء اقترحت على اتحاد الكتاب العرب عقد ندوة
بمناسبة يوم الأمم المتحدة الذي يصادف الرابع والعشرين من الشهر العاشر من كل عام.
عقدت الندوة مساء 29/10/1990 وهذا نص ما ورد في بطاقة الدعوة:
يتشرف
اتحاد الكتاب العرب بدعوتكم للاستماع إلى الندوة التي يتحدث بها
الدكتور
جورج جبور
والدكتور
محمد زكريا إسماعيل
بعنوان:
"الأمم
المتحدة والسياسة الدولية وما يخصنا كعرب"
أثرتُ في
الندوة موضوع إنشاء رابطة سورية للأمم المتحدة. تحدث بعدي الدكتور محمد زكريا
إسماعيل، وكان لسنوات معاوناً لوزير الخارجية السورية ، فأيد لاقتراح.
في اليوم
التالي (30/10/1990) وجّهت إلى السيد رئيس مجلس الوزراء مذكرة أولى لم
أبلَّغ بأي أثر لها.
كانت أوفر حظاً
مذكرة ثانية مؤرخة في 22/9/1992. عنوانها: يوم الأمم المتحدة: بيان
ورابطة. عادت إلي صورة منها مع تأشير رئيس مجلس الوزراء في 29/9/1992 بالإحالة
إلى السيد وزير الخارجية. انتهى علمي بمسارها عند ذلك الحد، لم أبلَّغ بأي أثر
آخر.
في عام 1993،
بمناسبة يوم الأمم المتحدة، ألقيت محاضرة في المركز الثقافي العربي (أبو رمانة)
بدعوة من اتحاد شبيبة الثورة. واستباقاً للمحاضرة وجهّت مذكرة ثالثة إلى
السيد رئيس مجلس الوزراء بتاريخ 3/10/1993 عنوانها: يوم الأمم المتحدة: بيان
ورابطة ولجنة للاحتفال بالعيد الخمسيني. عادت إلي المذكرة مع تلخيص قام به المكتب
الخاص هذا نصه "مدى وجوب الاهتمام بيوم الأمم المتحدة في 24/10" وانقطع
الأثر.
أما المذكرة
الرابعة فتاريخها 24/10/1994 وعنوانها: يوم الأمم المتحدة: بيان ورابطة.
بعد سنتين صدور بيان وتبقى الرابطة. عادت إلي صورة المذكرة بها تأشيرة
شوهد. ثم لا أثر. الا انني، بدهاء غير مؤذ، وزعت هذه المذكرة في 7 تشرين اول
2010 بمناسبة انعقاد الهيئة العامة
للرابطة وعليها هذه الملاحظة: تظهر هذه
المذكرة ان الخارجية سمعت كلمتي بشأن
اصدار بيان ثم بعد عشر سنوات سمعت
كلمتي بشأن انشاء رابطة.
بعد سنتين كانت
مذكرة خامسة مؤرخة في 10/10/1996 عنوانها طويل كما يلي: هل
بالإمكان التسريع في الحصول على الموافقة اللازمة لكي تبصر النور الرابطة السورية
للأمم المتحدة قبل حلول يوم الأمم المتحدة لهذا العام؟ كان مبرر المذكرة ما
علمت به شخصياً من أن وزارة الخارجية رفعت إلى القيادة القطرية مذكرة تطلب بها
الموافقة على إنشاء الرابطة. لم يأت من هذه المذكرة أثر أعرفه، كما لم أعرف
مصير مذكرة الخارجية إلى القيادة القطرية.
ثم كانت مذكرة
سادسة في 15/9/1997 نتجت عن تصريح للسيد سميح الصلح قرأته في جريدة النهار
بتاريخ 12/9/1997. كان عنوان المذكرة مثيراً وتنبؤياً: المنظمة السورية للأمم
المتحدة: هل سيساعدنا اللبناني سمير الضاهر على تأسيسها؟ لم أعرف للمذكرة أي
أثر. إلا أنني إذ أكتب هذه الأسطر في 22/5/2013 – استعداداً لندوة الرابطة عن
نفسها في 17/6/2013 – وقفت عند جملة ذات دلالة عميقة: "في أحايين كثيرة،
عندنا وعند غيرنا، قد يتم الاستماع إلى الغريب دون القريب. تلك خصيصة من خصائص
الطبيعة البشرية. ثم إن اللبناني ليس غريباً عن سورية وفيها. إذا حاول إقناعنا
الأستاذ الضاهر فإني أسأل الله له النجاح".
وبالفعل كان
للأستاذ الضاهر دور في إقناع وزارة خارجيتنا بأمر ابتدأتُ به عام /1972/، ولديّ
وثائقه، حين حاولت إنشاء رابطة سورية أو رابطة سورية – لبنانية موحدة. وبالمناسبة
فقد أرسل لي الأستاذ الضاهر قبل أيام صورته مع الأستاذ وليد المعلم في وزارة
الخارجية السورية.
22/5/2013 جورج جبور
السيد
رئيس مجلس الوزراء
الموضوع: رابطة
سورية للأمم المتحدة:
عقدت في اتحاد
الكتاب العرب مساء الاثنين 29/10/1990 ندوة بعنوان: "الأمم المتحدة والسياسة
الدولية وما يخصنا كعرب"، حضرها لفيف من المهتمين السوريين في طليعتهم السيد أنور
مريدن. كما حضرها سفيرا مصر والسودان بدمشق.
دعوت في الندوة
إلى إنشاء رابطة سورية للأمم المتحدة، وأيّد دعوتي الدكتور محمد زكريا
إسماعيل الذي أضاف إلى التأييد استغرابه من تفرد سورية من بين كل الأقطار
العربية بخلوها من وجود مثل هذه الرابطة.
أقترح التكرّم
بالموافقة على إحالة موضوع إنشاء رابطة سورية للأمم المتحدة إلى اللجنة
الثقافية الوزارية و/أ وزارة الخارجية.
دمشق
في 30/10/1990 جورج جبور
السيد
رئيس مجلس الوزراء
الموضوع: يوم
الأمم المتحدة: بيان ورابطة:
يحتفل العالم
بيوم الأمم المتحدة في 24/10 من كل عام.
ومناسب إصدار
خارجيتنا بياناً عن نظرتنا إلى الأمم المتحدة في دورها الذي يتجدد ضمن أطر معيّنة
معروفة.
ومناسب أيضاً
إنشاؤنا رابطة للأمم المتحدة أسوة بما عليه الحال في معظم دول العالم وفي عدادها
الدول العربية.
وقبل عامين
أقام اتحاد الكتاب العرب بهذه المناسبة ندوة تحدثت بها وطرحت فيها فكرة
إنشاء الرابطة المرجوة. وتحدث بعدي الدكتور محمد زكريا إسماعيل. الرئيس
المناوب لوفدنا في محادثات واشنطن وأيّد الفكرة.
أقترح إحالة
هذه المذكرة إلى السيد وزير الخارجية لأخذ العلم والدراسة، واثقاً
أن نتيجة الدراسة ستتوج بما دعوت إليه في هذه المذكرة.
دمشق في
22/10/1992
جورج جبور
السيد
رئيس مجلس الوزراء
الموضوع: يوم
الأمم المتحدة (24/10/1993): بيان ورابطة ولجنة للاحتفال بالعيد الخمسيني:
يحتفل العالم
بيوم الأمم المتحدة في 24/10 من كل عام.
ومناسب إصدار
خارجيتنا بياناً عن نظرتنا إلى الأمم المتحدة في دورها الذي يتجدد ضمن أطر معينة
معروفة. ومن الخطير جداً هذا العام أن الجمعية العامة سيطلب منها تغيير بعض
قراراتها بشأن إسرائيل، وربما كان ما سيجري مقدمة لكي يغير مجلس الأمن بدوره صياغة
قراراته – وإلى القرارين /242/ و/338/ أشير – البيان الذي أرى مناسباً صدوره في
24/10/1993 ينبغي إذن أن يكون على درجة عليا من الجدية والأهمية.
ومناسب أيضاً
إنشاؤنا رابطة للأمم المتحدة أسوة بما عليه الحال في معظم دول العالم وفي عدادها
الدول العربية.
وأخذت تتشكل في
بعض الدول لجان للاحتفال بالعيد الخمسيني لإنشاء الأمم المتحدة (الذي يصادف
24/10/1995) ومن المناسب، على الأقل في صعيد عنايتنا بإعلامنا الخارجي ، إعلاننا
إنشاء لجنة لهذا الغرض.
هذا وسأذكر
الاقتراحات الثلاثة السابقة في المحاضرة التي سألقيها بمناسبة يوم الأمم المتحدة
بالمركز الثقافي العربي بدمشق يوم 24/10/1993.
أقترح إما:
1) إحالة هذه المذكرة إلى السيد وزير الخارجية
لأخذ العلم والدراسة والتنفيذ رغم أنكم تفضلتم في 29/9/1992 بإحالة مذكرة مماثلة
إليه، ولم تنتج شيئاً على ما يبدو.
2) أو:تكليفي مباشرة بالتنفيذ.
دمشق في 3/10/
1993 جورج جبور
السيد
رئيس مجلس الوزراء
الموضوع:
يوم الأمم المتحدة: بيان ورابطة. بعد سنتين صدر بيان وتبقى الرابطة:
تفضلتم فأحلتم
إلى السيد وزير الخارجية، يوم 29/9/1992، مذكرتي بعنوان: يوم الأمم المتحدة:بيان
ورابطة وتاريخ 22/10/1992. وأرفع لسيادتكم صورة عنها.
وفي صحفنا
اليوم نص بيان ممتاز أصدرته الخارجية بهذه المناسبة.
ويبقى على
وزارة الخارجية أن تأخذ الخطوات اللازمة لإنشاء رابطة سورية للأمم المتحدة أسوة
بما عليه الحال في معظم الدول العربية وفي معظم دول العالم.
أقترح إحالة
هذه المذكرة إلى السيد وزير الخارجية لأخذ العلم والدراسة، واثقاً أن نتيجة
الدراسة ستتوج بما دعوت إليه فيها.
دمشق في 24/10/ 1994 جورج جبور
السيد
رئيس مجلس الوزراء
الموضوع: هل
بالإمكان التسريع في الحصول على الموافقة اللازمة لكي تبصر النور الرابطة السورية
للأمم المتحدة قبل حلول يوم الأمم المتحدة لهذا العام؟
علمت أمس أن
وزارة الخارجية السورية قامت بخطوة أدعو منذ ربع قرن للقيام بها، ألا وهي تبنيها
لفكرة إنشاء رابطة سورية للأمم المتحدة.
وعلمت بأنه تم
رفع كتاب بهذا الشأن من وزارة الخارجية إلى القيادة القطرية.
ولأن القيادة
قد لا تعطي للموضوع الأسبقية المناسبة، لذلك فقد رأيت التوجه إليكم راجياً العمل
على تسريع الحصول على موافقة القيادة القطرية، ذلك أن يوم الأمم المتحدة إنما يأتي
بعد أسبوعين بالضبط (24/10/1996). ومن المناسب جداً لنا – وقد نضجت فكرة إنشاء
الرابطة المنشودة – أن نعلن قيامها في الموسم السنوي للدفق الإعلامي عن الأمم
المتحدة مستفيدين من هذا الدفق.
دمشق في
10/10/1996
جورج جبور
السيد
رئيس مجلس الوزراء
الموضوع: المنظمة
السورية للأمم المتحدة: هل سيساعدنا اللبناني سمير الضاهر على تأسيسها:
تتوالى، منذ
عام 1972، مذكراتي المنادية بإنشاء منظمة سورية للأمم المتحدة.
وكما ذكرت في
كتابي: الأمم المتحدة والسياسة الدولية (دمشق، دار الأنوار، 1994) فقد أثرت
الموضوع في مذكرة رفعتها إلى السيد رئيس الجمهورية عام 1972. وناقشتها تفصيلاً مع
السيد محمود الأيوبي الذي كان آنذاك نائباً للسيد الرئيس. ونتيجة المناقشة حسبت
أن الأمر أصبح قيد التنفيذ. (ص62).
وأقرت الفكرة
قبل عامين تقريباً اللجنة السياسية في الخارجية السورية. وجاء
إقرارها لها بناء على مذكرة من الأمين العام للأمم المتحدة.
الجديد في هذا
الموضوع القديم أن جريدة النهار (12/9/97) نسبت إلى الأستاذ سميح
الصلح (وهو شخصية لبنانية بارزة وله صالون سياسي) قوله إن الفيدرالية الدولية
لمنظمات الأمم المتحدة عهدت إلى الأستاذ سمير الضاهر رئيس منظمة لبنان للأمم
المتحدة "مهمة تأسيس منظمات وطنية للأمم المتحدة في دول الشرق
الأوسط". ومن المعلوم أن الأستاذ الصلح هو أمين عام المنظمة المذكورة.
أقرب دولة إلى
لبنان هي سورية، ومن المفترض أن الأستاذ الضاهر سيبدأ في دمشق محاولة تنفيذ ما عهد
إليه به من إنشاء منظمات وطنية للأمم المتحدة.
ومن يدري؟ قد يستطيع
الأستاذ الضاهر إقناعنا بإنشاء المنظمة.
في أحايين
كثيرة، عندنا وعند غيرنا، قد يتم الاستماع إلى الغريب دون القريب. تلك خصيصة
من خصائص الطبيعة البشرية. ثم أن اللبناني ليس غريباً عن سورية وفيها. وإذا
حاول إقناعنا الأستاذ الضاهر فإنني أسأل الله له النجاح. ذلك أن مثل هذه المنظمة
مفيدة لسورية.
أرجو التكرم
بإحالة هذه المذكرة إلى وزارة الخارجية السورية.
دمشق في
15/9/1997
جورج جبور
(انتهى).