دمشق، صاح الثلاثاء 23 كانون الاول 2015
بمناسبة مئوية اتفاقية سايكس بيكو التقسيمية: 16 – 5 – 2016
بمناسبة مئوية اتفاقية سايكس بيكو التقسيمية: 16 – 5 – 2016
الدكتور جورج جبور
عضو سابق في
مجلس الشعب السوري
في الساحة السياسية السورية اللبنانية، او الساحة
الشامية اللبنانية، حسب التعبير السوري القومي الاجتماعي الرسمي، ثلاثة احزاب لها
الاسم نفسه ولها العقيدة نفسها. لكل منها لقب يميزها عن غيرها. احدها المركز،
ولعله الاكثر حضورا. ورئيسه الاستاذ اسعد حردان. ثانيها حزب الشام -- واللقب من
عندياتي -- وهو الحزب المرخص وفقا لقانون الاحزاب السوري، ورئيسه الاستاذ عصام
المحايري. اما الحزب الثالث -- ولقبه كما اعلم: جناح عبد المسيح -- فرئيسه الدكتور
علي حيدر، وزير المصالحة الوطنية في الوزارة السورية الحالية، بل هو اول وزير سوري
يتمتع باللقب الجميل: وزير المصالحة الوطنية.
ليس بين الاحزاب الثلاثة معركة حامية او تنافس معلن. الا
ان انقسام حاملي الفكرة السياسية الواحدة الى تفرعات ثلاثة يحد من القدرة على خدمة
الفكرة. بل ان هذا الانقسام في تنظيمات تعلن انها تعمل من اجل هدف واحد هو وحدة
بلاد الشام، او وحدة بلاد الشام والعراق، يلقي ظلالا من الشك على النية التوحيدية ---
او القدرة التوحيدية -- لكل من هذه التنظيمات او على الاقل لاحدها او لاثنين منها.
مناسبة الكلام عن توحيد الرفقاء السوريين القوميين
الاجتماعيين، كلام يطلقه بعثي مؤمن بالوحدة والحرية والاشتراكية، مناسبته الآنية
في اواخر عام 2015، اننا نطل على الارجح، في الدولة السورية، على مرحلة جديدة
بصدور القرار 2254. أما مناسبته الاعمق فهو اننا نقترب لأول مرة
في تاريخنا المعاصر من مئوية تقسيم بلاد الشام، حسب اتفاقية سايكس-بيكو في 16 – 5
– 1916، وهي الاتفاقية التي مهدت لوعد بلفور في 2 – 11 – 1917. ولعل بعض قراء هذه
الجريدة -- البناء -- ، جريدة المركز في الحزب السوري القومي الاجتماعي ، يتذكر
كتابات لي فيها عن الوعد ، ودعواتي من خلالها للاهتمام بمئويته. كما قد يتذكر بعض
اعضاء المؤتمر القومي – الاسلامي (وافضل تسمية جديدة له هي: مؤتمر الاتجاهات
القومية والاسلامية) انني مكلف رسميا بتنفيذ ما اقترحته على المؤتمر عام 2006، فأقره،
من ضرورة الاهتمام بمئوية الوعد الوغد.
ولا يصح الاهتمام بمئوية الوعد الا بالاهتمام بمئوية
الاتفاقية. ولا يصح القول اننا نسعى لإضعاف اسس الوعد اذا لم نقم بجهد في اضعاف
اسس الاتفاقية. ولا يصح القول اننا نناهض الاتفاقية إذا كنا متسامحين مع وجود ثلاثة
تنظيمات للحزب الذي يفتخر، ونفتخر معه، بأنه كان الأكثر من غيره من الاحزاب
والحركات السياسية العربية، ارتباطا، في ظروف نشأته التاريخية، وفي ادبيات زعيمه المؤسس،
بمناهضة سايكس بيكو ووعد بلفور.
كانت تلك " لا يصحات ثلاث". اتابعها ب "
يصحات " ثلاث.
يصح ان نعتبر توحيد الرفقاء السوريين القوميين
الاجتماعيين اسهاما ايجابيا في المرحلة الجديدة للدولة السورية التي يطلقها القرار
2254. يزيد التوحيد من قوة الاتجاه غير الطائفي الذي نص عليه القرار مقوما من
مقومات الدولة. ولنلاحظ بحذر وجدية، ان كلمتي " غير الطائفي" اللتين
وردتا في القرار جاءتا لتحلا محل كلمة " علماني " في بيان فيينا التشريني.
ويصح القول بان توحيد الرفقاء في الحزب الذي تحدث زعيمه المؤسس
عن اتفاقية سايكس بيكو ونتائجها التدميرية على سوريا، وعن وعد بلفور وكارثيته على
المنطقة، بل الذي تميز زعيمه المؤسس بأنه الاكثر انشغالا، حقا وصدقا، من بين كل
الشخصيات السورية والعربية والاسلامية، بالاتفاقية وبالوعد، يصح القول بان توحيد
الرفقاء فعل وفاء للزعيم المؤسس.
اما اليصح الثالث فهو قولنا ان التوحيد سيكون ردا رمزيا
رائعا على سايكس بيكو، يزيد من رمزيته ان يعلن في 16—5 – 2016.من الممكن للإعلان
في ذلك التاريخ ان يحدث صدى دوليا هو خطوة لاستعادة الحق المغيب.
اسباب
الانقسام؟ آليات التوحيد؟ تلك امور من اهتماماتي وليست من اختصاصاتي. أسأل الرفقاء:
المحايري وحردان وحيدر، واوردت اسماءهم بترتيب التقدم في الرفاقية على حد ما أقدر،
ممارسة اختصاصاتهم في التوحيد. أنتظر. ولهم التحية.