الثلاثاء، 8 مارس 2016

ذاكرة .. «أريـد عرســاً للعربيــة».. صرخـة.. ســوريّة الهويــة

الأحد 28-2-2016
هفاف ميهوب

لأن العربية من أكثر اللغات قدرة على جعلنا ننطقُ بشتى المفردات التي تعبّر عن كل الدلالات والمعاني الإنسانية. أيضاً، لأنها تحملُ قيمنا وتراثنا وفنوننا وإبداعات سوريتنا. أول الحضارات والاكتشافات والعطاءات والأبجدية.



يجدّد وفي كلِّ عام، دعوته لنا بأن نتمسّك بعربيّتنا، ومن خلالِ سرده لتفاصيل سعيه الذي انتهى، بتمكنه من انتزاع الموافقة على تخصيص يوم للاحتفاءِ باللغة العربية.
‏‏
إنه، الباحث والمفكر الدكتور «جورج جبور» الذي نختار من المحاضرة التي ألقاها في المنتدى الاجتماعي بدمشق والتي عنوانها «سورية واليومان العربي والعالمي للغة العربية». نختار مايحكي فيه، عن كيفية مطالبته بتخصيص يومٍ للاحتفاءِ بلغتنا.. العربية التي ها هو اليوم، يذكّر ويدعو من خلال محاضرته، للتمسك بها وبقيمها الإنسانية-الحضارية..‏‏
 
أما أول ماتناوله، فالحديث عن انطلاقة الفكرة، وعندما دعاهُ صديقٌ، وهو مدير معهد اللغات في حلب إلى إلقاءِ بحثٍ في مؤتمرٍ كبير عن اللغات، وبالتعاون مع عدة جهات أجنبية.. أيضاً، عن الدهشة التي أصابتهُ لدى وصولهِ إلى مكان المؤتمر، فندق «بولمان الشهباء» الذي تستضيف حلب فيه زائريها، والذي فاجأهُ بالعُرسِ الذي كان قد أقيم فيه. عرس «الفرانكفونية» الذي دفعه لمخاطبة نفسه: أريدُ عرساً للعربية.
‏‏
هذا مانوّه إليه الدكتور «جبور» في بداية محاضرته.. المطالبة بما بدأت فكرته تتبلور لديه، وإلى أن شغلته تساؤلاً: «أيّ الأيام تُصلح لعرسِ العربية؟..‏‏
 
نعم، شغلته هذه الفكرة، فسارع إلى كتابتها، وقراءتها في ذكرى الاجتماع التأسيسي للرابطة السورية للأمم المتحدة. لكن، وعلى حدِّ قوله " لم أسمع صدى".
‏‏
بقي يحاول ويصرّ إلى أن وصلت رسالته إلى الأمين العام للجامعة العربية، وإلى أن دُعي في شباط من عام 2008 الذي أعلنته اليونسكو عاماً للغات. دُعي من اتحاد الكتاب العرب، لإلقاء محاضرةٍ كان عنوانها: «العربية وحرب اللغات»، المحاضرة التي ركز فيها على إعادة مخاطبة القمة العربية، بشأن اعتماد يوم للغة العربية..
‏‏
نُشرت هذه المحاضرة في كراسٍ وزِّع مجاناً، وكان له صدىً. أهدى في آب 2008 عشرات النسخ منه إلى مجمع اللغة العربية بدمشق، لتنطلق بعدها، دعوة سوريّة حكومية، لاتخاذ يوم للغة العربية. الدعوة التي أفادت فكرته، وبما قال عنه في محاضرته: «في 25/1/2007 أصدر رئيس الجمهورية العربية السورية، قراراً بتشكيل لجنة لتمكين اللغة العربية برئاسة الدكتور «محمود السيد» وقد اقترحت عليه تبني فكرة اعتماد يوم للغة العربية. وافق متحمساً. ذهب الاقتراح إلى المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم «الألكسو».. أقرَّ المجلس التنفيذي لها وفي 30 حزيران 2009 من عام 2010. أقرَّ اعتماد أول يوم من شهر آذار، يوماً للغة العربية. وفي عام 2012 حددت اليونسكو يوم 18 كانون الأول من كلّ عام يوماً للغة العربية، وذلك في ذكرى اتخاذ قرار بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية في الأمم المتحدة وهي اللغة الوحيدة التي أضيفت إلى اللغات الرسمية الأساسية، وبهذا يكون هناك يومان للاحتفاء باللغة العربية».‏‏
 
إنه ما اختصرناه، من محاضرة د. «جبور» الغنية بسرده لتفاصيل سعيه وجهده وصولاً إلى نيلِ ما أرادهُ عُرساً للغته ولغة آبائه وأجداده. لغة أرضه ومجده..‏‏
 
نعم، أرضه ومجده.. الأرض السورية التي أجاب ولدى سؤاله عن كيفية المحافظة على هويتها وثقافتها وحضارتها، وخصوصاً في ظلّ تكالب أهل الجهل والظلام، ممن أغاظم ناصع تاريخها وحضارتها: «لسورية هويتها الخاصة، ودورها العربي الباذخ».‏‏
 
«لسورية هويتها الخاصة، ودورها العربي الباذخ، هي أول من أورد في الدساتير العربية تعبير «الأمة العربية»، وأول من طالب بعقدِ مشاورات بين العرب لبحثِ قضية فلسطين.. الأهم، أنها أول من طالب باعتماد يوم للغة العربية..‏‏
الهوية السورية معروفة بنواح أساسية فيها أهمها، التمسك بالوطن والدولة، واتجاهها نحو علمانية متوسطة، ليست مغرقة في علمانيتها ولابعيدة عنها، هذه العلمانية تجسدت في سورية منذ أواخر القرن التاسع عشر، وتبلورت على شكل وثيقة في مشروع الدستور الذي وضعه المؤتمر السوري عام 1920، أيضاً، الذي تجلى في المادة الأولى من ذلك المشروع الذي عُرفت فيه المملكة السورية بأنها مدينة ديمقراطية.‏‏
 
لقد تأكد هذا الاتجاه، أيام النضال ضد الانتداب الفرنسي. ذلك الانتداب الذي حاول خلق نعرات طائفية وأخرى جغرافية وإثنية.‏‏
 
بكل الأحوال، هذه الهوية التي ثبت أنها الأكثر انفتاحاً على الحداثة من بين هويات الدول العربية الأخرى، ازداد رسوخها مع الاستقلال ثم الجلاء، ومع التطورات اللاحقة التي عرفتها سورية.‏‏
 
صيانة هذه الهوية وترسيخها، واجب أول. حاول أصحاب مشروعُ مادُعي بالربيع العربي، التأثير على هذه الهوية، ولكن. لم ينجحوا.‏‏
 
من واجبنا بالتأكيد وجعل فشلهم كاملاً، وهذا يأتي مع استعادة الأمن والسلم وإعادة الإعمار».
 

الأحد، 6 مارس 2016

الأرض بتتكلم عربي


"الأرض بتتكلم عربي"

في يوم اللغة العربية ويوم الأرض

يتشرف المنتدى القومي العربي بدعوتكم إلى أمسية تكريمية

للأستاذ الدكتور جورج جبور

صاحب فكرة يوم اللغة العربية، وأحد أبناء الأرض العربية الأبرار

 

الزمان: الساعة السادسة من مساء الثلاثاء 29/3/2016

المكان: دار الندوة – الحمرا – شارع بعلبك – خلف قصر البيكاديللي