السبت، 31 مارس 2018

تصريح

صرح الدكتور جورج جبور رئيس الرابطة السورية للامم المتحدة بان ارتقاء 14 شهيدا في تظاهرة سلمية بمناسبة يوم الارض في محاولة لاثارة الاهتمام بضرورة تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 2334 كان ينبغي ان يقنع الامين العام للامم المتحدة باصدار بيان  يستنكر فيه استعمال السلطات الاسرائيلية العنف في التصدي لمسيرة سلمية.
وقال الدكتور جبور ان تقاعس المنظمة الدولية في جهودها لتنفيذ القرار 2334 انما يؤذن بمزيد من اهدار الدم الفلسطيني ، مذكرا الجهات الدبلوماسية والاعلامية في العالم، ولاسيما في الدول العربية ، الى ان من الواجب متابعة التقارير الدورية عن تنفيذ القرار التي يبعث بها الامين العام الى مجلس الامن كل ثلاثة اشهر للنظر في الخطوات المتخذة بهدف تنفيذ القرار المذكور.
وحذر الدكتور جبور ، وهو مؤلف كتاب عن الاستعمار الاستيطاني كان قد صدر عام 1970 ، من ان الكشف عما استمع اليه الكنيست يوم 26 اذار من حقيقة ان عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية اصبح اكثر من عدد اليهود انما يشير الى ان الاجواء العامة في اسرائيل سوف تعاني المزيد من التوتر الذي سريعا ما ينقلب الى عنف مفرط كالذي يشهده الان يوم الارض. 
ومن الجدير ذكره ان دراسات الاستعمار الاستيطاني تشير الى ان للتفوق العددي اثره الكبير على مستقبل الكيان الاستيطاني. ( انتهى)

الأربعاء، 28 مارس 2018

الاستعمار الاستيطاني: علم يبحث عن جامعة


كلمة الاستاذ الدكتور جورج جبور في ندوة مؤسسة القدس الدولية (سورية) بمناسبة يوم الأرض.
دمشق، مكتبة الاسد، الساعة 11 قبل ظهر الاربعاء 28 – 3 – 2018


أولا: مقدمة:
أشكر مؤسسة القدس لدعوتي الى الكلام بمناسبة ذكرى يوم خالد في التاريخ الفلسطيني الا وهو يوم الارض. تمتلئ المفكرة الفلسطينية بذكريات الايام الخالدة، ومن عادة المتكلمين في المناسبات الفلسطينية اعلاء شأن المناسبة التي يتكلمون عنها. لن أشذ عن هذه القاعدة ولكنني سأستثمرها في محاولة الوصول الى نتيجة سعيدة لانشغال فلسطيني عالق منذ زمن بعيد. من هنا كان العنوان المتحدي: الاستعمار الاستيطاني: علم يبحث عن جامعة.
الا انني قبل ذلك سأبدأ بإلقاء ضوء على كلمة الارض قبل يوم الارض، ثم انتقل الى بحث عنوان هذه الكلمة، واختمها بتوصية رئيسة مركزة قابلة للتنفيذ المباشر. اما الختام فسيكون بأفكار اخرى من وحي مناسبتين قادمتين قريبا هما مؤتمر القمة العربي وسبعون عاما على يوم النكبة.
ثانيا: الأرض قبل يوم الأرض عام 1976:
لغيري ان يؤرخ للانشغال بالأرض عند الفلسطينيين. الا ان عندي قليل اقوله هنا من خبرة شخصية تعود الى عامي 1971 و 1972 وربما الى ما بعدهما. أنشا المناضلون الفلسطينيون في " اسرائيل" من ذوي الانتماء القومي العربي، في النصف الثاني من الخمسينات، زمن الوعود العربية الباذخة، حركة اسمها "حركة الأرض". التقيت بواحد من اركان تلك الحركة  -- وربما كان الشخص الاول فيها - خلال مؤتمر عقد في الكويت ( شباط 1971) ، هو المناضل الاستاذ حبيب قهوجي. لا اذكر التفاصيل ولكنني اعلم انني تحدثت باعجاب عن المناضل قهوجي الى من كنت اعمل معه في تلك الايام. وبنتيجة جهود متنوعة من جهات متعددة ولدت في دمشق مؤسسة الارض للدراسات الفلسطينية.
وحديثي اليوم عن مؤسسة الارض يفرض علي ذكر امر لا بد من ذكره وقد بلغت اواخر العقد الثامن. حاولت جهدي آنذاك، من موقعي الرسمي مديرا في رئاسة الجمهورية، ان ترتبط المؤسسة بجامعة دمشق أو ان تكون هيئة مستقلة قائمة بذاتها. بل وكان لدي ميل الى الاعتقاد بان انشاءها انما كان، في جزء منه على الاقل، استجابة على نحو ما الى ما كنت وما ازال انادي به من ضرورة انشاء مؤسسة لدراسات الاستعمار الاستيطاني المقارن. بل وحاولت ان ادفعها لكي تسير في ذلك الاتجاه. اكتفي بما سبق ولغيري ان يؤرخ ويبحث عن الوثائق والدقائق، كما قلت قبل قليل. ورحم الله المناضل حبيب قهوجي الباحث المؤسس.
وحديثي اليوم عن المؤسسة يفرض علي ان استغرب عدم دعوة مؤسسة تحمل اسم مؤسسة الارض للكلام في يوم الارض. واذ ارسل هذه الكلمة قبل ايام من انعقاد ندوتنا فإنني واثق من ان مسؤولي مؤسستنا سوف يتداركون الامر.
ثالثا: الاستعمار الاستيطاني: علم يبحث عن جامعة، فلتكن جامعة دمشق:
الاستعمار الاستيطاني ظاهرة قديمة. كانت، في معظم الأحيان، شائعة ومقبولة بل ومشروعة في القانون الدولي التقليدي. ربما ان الاهتمام الانساني بالشعوب المستوطن عليها، اي التي انتزعت منها ارضها ونحن نحتفي بيوم الارض، انما ابتدأ مع بعض رجال الكنيسة بعد اعوام طويلة من اكتشاف العالم الجديد، الا ان هذا الاهتمام الانساني بالشعوب المستوطن عليها لم يتبلور في القانون الدولي الا مؤخرا. واسارع الى القول ان قمة هذا الاهتمام انما تتجلى الآن، في القانون الدولي، بالقرار 2334 الصادر عن مجلس الامن في 23 كانون الاول 2016.
هل الاستعمار الاستيطاني ظاهرة ام مفهوم ام علم؟ لا ضرورة للدخول في معارك التعاريف. هي معارك لا بد منها من جهة، ولا نهاية مقبولة لها من قبل الذين يحتكمون اليها، من جهة اخرى. من الشائع الحديث عن الاستعمار الاستيطاني بوصفه ظاهرة. قد يرتقى به الى درجة وصفه بانه " مفهوم". الا انني اود الارتقاء به الى مرتبة العلم، وباستطاعتي الدفاع عما اراه، مستندا اساسا الى الهشاشة العلمية لما يعرف بالعلوم الاجتماعية. واقول ببساطة ان لعلم الاستعمار الاستيطاني قواما علميا يتفوق على ما لعلم الانثروبولوجيا من قوام علمي.  وقد تبنيت هذا التعبير عربيا عام 1972، في محاضرة حاشدة دعتني اليها نقابة المحامين السورية، كما سنحت فرصة اشهار التعبير عالميا في شباط 1976 في محاضرة شفهية بجامعة كيمبردج البريطانية، ثم في نيسان 2002 في محاضرة مكتوبة ومنشورة ضمن مؤتمر حافل عقده مركز العودة الفلسطيني في لندن. كان التجاوب مرضيا لمتكلمي الانجليزية في محاضرتي بلاد الضباب.
ولأذكر ما لكلمة "علم" من فائدة. توحي الكلمة بنوع من الحتمية في المآل، وهذ امر مفيد للنضال الفلسطيني.
من يتعهد هذا العلم؟ من تباشيره ما نصت عليه المادة 11 من دستور البعث العربي. ثم من تباشيره ما اهتمت به دوائر كثيرة، سياسية وعلمية، بمناسبة ثورة الجزائر في الخمسينات. كذلك تحفل بتعبير الاستعمار الاستيطاني ادبيات البعث السياسية.
وفي عام 1971 تبنى الرئيس حافظ الاسد مشروعا موجها الى جامعة الدول العربية لإنشاء مؤسسة بحثية تعنى بدراسات الاستعمار الاستيطاني المقارن في العالم. أنتج التبني كتابا في مجلدين عنوانه" الاستعمار الاستيطاني الصهيوني في فلسطين" صدر عام 1975، عن معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة التابع للمنظمة العربية للتربية والعلم والثقافة ويقع في ما يزيد عن الف صفحة. لا تبحثوا عنه تحت اسم صاحب المشروع بل تحت اسم مؤلفين مكنا او تمكنا من اقتناصه هما الزميلان الاستاذ السيد يس والدكتور علي الدين هلال. وفي ايضاح مكتوب منشور القى الثاني منهما باللوم على رئيس المعهد. المجلدان خطوة ضالة في معظمها. لم تنفق الحكومة السورية قرشا واحدا على المشروع، ولم تبذل ما ينبغي من جهد علمي – دبلوماسي للنهوض به، ولو فعلت لكان من الممكن للمنتج ان يكون خطوة على صراط مستقيم.
ثم في عام 984، وضمن نشوة عامة ابتدأت في آذار 1984 بالنجاح في اقناع الحكومة اللبنانية بإلغاء اتفاق 17 ايار 19983 ، أعاد الرئيس حافظ الاسد التأكيد على ضرورة الاهتمام بدراسات الاستعمار الاستيطاني. فلنستمع اليه يقول في كلمة وجهها الى مؤتمر التضامن العربي مع النضال التحرري في الجنوب الافريقي (تونس آب 1984):
يستدعي العمل المشترك منا جميعا مواقف محددة تترجم الى اعمال لإنقاذ المنطقتين الافريقية والعربية خاصة، والبشرية عامة، من آفة العنصرية. أحد جوانب هذا العمل المشترك هو ان نعمق بالدراسة، وعبر مؤسسة مناسبة، معرفتنا بالاستعمار الاستيطاني في المنطقتين العربية والافريقية. " (الجرائد السورية في 8 – 8 – 1984)
لم تكن صدفة وضع تعبير" عبر مؤسسة مناسبة". هي المؤسسة التي تبنى مشروع انشائها الرئيس حافظ الاسد عام 1971 ولم ينتج عنها الا كتاب الخطوة الضالة.
هل نجحت الجهود لإنشاء "المؤسسة المناسبة" التي اتت بها كلمة الرئيس السوري عام 1984؟ كلا. شاركت في دفن الجهود امور كثيرة. وكان للجنة الثقافية في مجلس الوزراء السوري دور تثبيت المسمار الاخير في نعش مشروع علمي نافع. ولمزيد من التفصيل عن المسمار الاخير يمكن الرجوع الى كتاب صاحب هذه الاسطر بعنوان: "مذكرات الى رئيس مجلس الوزراء السوري: 1989 " (دمشق، 2017 ، الصفحات: 45-52).
نحن في يوم جديد.
يطلب منا قرار مجلس الامن 2334 (23 – 12 – 2016)، بشكل غير مباشر طبعا، الاهتمام بإقامة علم الاستعمار الاستيطاني على ارض صلبة، والاهتمام بتنوير العالم به، دعما للجهود واجبة البذل، من اجل تنفيذ قرار واجب التنفيذ، اجمع عليه العالم ضمن ظرف مؤات. ذلك ما دفعني، وقد انتهيت من الانشغال بمئوية تصريح بلفور مع نهاية عام 2017، الى كتابة بحث عن مستقبل اسرائيل في ضوء علم الاستعمار الاستيطاني، وفد نشرت جريدة البعث (20- 3 – 2018) خلاصة وافية عنه. واذ اذكر تصريح بلفور فانني اتوجه بالشكر الى الرابطة السورية للأمم المتحدة التي كان لها الفضل الاكبر في التنبيه الى اهمية المئوية بدءا من عام 2007، على نحو ما شهد به عدد من متكلمي هذه المؤسسة في مناسبات عدة.
يطلب منا احترامنا لأنفسنا علميا ان ننهض نحن بهذا العلم. ما كان ينبغي علينا ان نترك تطوير هذا العلم والاعتماد على نتائجه الى لجنة خبراء أنشأتها الايسكوا فأصدرت تقريرا نشرته الامينة التنفيذية لايسكوا فأجبرها الامين العام للأمم المتحدة على الاستقالة. أحيي الدكتورة ريما خلف، كما احيي رئيس لجنة الخبراء، الصديق عن بعد الدكتور ريتشارد فولك، وكنت تبينت منذ عام 1964 حسه العدالي السليم. ختمت محاضرة عام 1972 بما اكرره قبل ختام هذه الجزئية من كلمتي اليوم:
" هذا الاطار النظري المقترح المتمثل في مفهوم الاستعمار الاستيطاني، المفيد لنا من جهة، والمستحق علميا من جهة ثانية، لن يكون فحسب ذا فائدة لنا كعرب، بل سيكون ايضا ذا فائدة للشعوب الافريقية ولمجمل الشعوب الصاعدة وللبشرية التقدمية. وفي الجهد لتطوير هذا الإطار النظري لن يكون بوسعنا -- كما يحلو لكثير من مفكرينا – ان نتتلمذ على أحد. لن يكون بوسعنا ان نتلقى علم الاستعمار الاستيطاني عن أحد. فليس ثمة من جامعة غربية او عالمية، تدرسه وتدرسه. انه رهاننا. جهد تطوير هذا الإطار النظري يقع علينا اذ نحن اصحاب المصلحة فيه. وقد يكون لهذا الجهد، اذا بذلناه، فضل آخر هو فضل استعادتنا لثقتنا بقدؤتنا العلمية، حين ينتقل بنا بذل الجهد من حيز تلقي العلم عن غيرنا – كما درجنا – الى حيز صناعته بأنفسنا...". (مجلة المحامون وليست بين يدي التفاصيل ،والمجلة المصرية للقانون الدولي ، مجلد عام 1971 ص 181- 196)
يبقى ختام هذه الجزئية.
من المناسب لجامعة دمشق احداث مؤسسة خاصة بدراسات علم الاستعمار الاستيطاني المقارن، تعتمد اسلوب الاختصاصات المتداخلة، بما يعنيه ذلك من تعاون كليات العلوم السياسية والحقوق والآداب والاقتصاد والشريعة.
والتنفيذ فوري.
وهل أجمل من ان يقترن تنفيذ ريادة فكرية بمناسبة احياء ذكرى يوم خالد في ضمير الانسانية، هو يوم الأرض؟
بالوسع تفصيل القول في ما سبق على ضوء الكثير الذي نشرته عن الاستعمار الاستيطاني على مدى 48 عاما، كما ان بالوسع العودة الى بحث سهل التناول على مسؤولينا الجامعيين، الذين يمارسون الكسل البيروقراطي في معظم الحالات، دعتني الى القائه، في ايار عام 2003، وزارة التعليم العالي ضمن مؤتمر عربي لتطوير كليات الحقوق والاقتصاد في الجامعات العربية. نشرت الوزارة البحث وعنوانه:" اقتراح بإنشاء مقرر خاص بالاستعمار الاستيطاني المقارن في كليات الحقوق العربية". لم يرد في البحث ذكر لكلية العلوم السياسية لأنها كانت ما تزال معهدا حزبيا. وانصح، في كل حال، بالعودة الى كتابي:" نحو علم عربي للسياسة "، وقد نشرت الطبعة الثالثة منه الادارة السياسية للجيش عام 2010.
رابعا: أفكار في مناسبتين قريبتين  -- قمة وذكرى:
القمة العربية في 15 نيسان 2018:
لا يستطيع متابع يتحدث يوم 28 – 3 – 2018 اغفال مخاطبة مؤتمر القمة العربي الذي أجل انعقاده من اواخر آذار الى منتصف نيسان. حين اقول " القمة" استعيد ان فلسطين جمعت قادة العرب عام 1946. واستعيد ان جهدا سوريا لم يؤرخ بدقة هو الذي استدعى القمة، وان كانت مصر قد دعت اليها. واستعيد ان الجهد السوري المستدعي انما اتى بناء على تقرير لجنة من الامم المتحدة.
أقول بكل بساطة:
اول ما على القمة المقبلة فعله تقديم الاعتذار الى سورية وبذلك تلغي اقصاءها عن الجامعة. يحسن بمؤسستنا مخاطبة نظيراتها في مختلف دول العالم لكي تخاطب القادة العرب منذ هذه اللحظة.
وثاني قراراتها ان يعتبر القادة العرب انفسهم لجنة عمل لتنفيذ القرار 2334.
وثالثها اعلان يوم 2 تشرين الثاني من كل عام يوما عربيا لمناهضة الاستيطان في جهد معنوي لتنفيذ القرار 2334.
ورابعها الطلب الى مجلس الامن بالذات الموافقة على اعتبار الثاني من الشهر الحادي عشر يوما عالميا لمناهضة الاستيطان في جهد معنوي لتنفيذ القرار 2334. وبعد مجلس الامن تتخذ الجمعية العامة الاجراءات المناسبة.
أكتفي بهذا القدر من نصح القمة، مستذكرا انه يحق لي كمواطن عربي ان اخاطب القمة . كيف لا، وهي التي تخاطبها -- كما يقال -- الخارجية الامريكية معقبة بشكل تفصيلي على كل بند في جدول الاعمال.
الذكرى السبعون ليوم النكبة:
تتزاحم الأفكار عن سبعين يوم النكبة ونحن في يوم الأرض. . ما العمل؟ هل ادعو الى اعادة قراءة كتابي قسطنطين زريق: معنى النكبة ومعنى النكبة مجددا؟
أو الى قراءة مقالي عام 1980 في صدر مجلة المستقبل، الاسبوعية الباريسية المحتجبة، قبيل قمة عمان وعنوانه: " لو كنت مكان الشاذلي القليبي وامامي مؤتمر قمة عربي"، وكان قد سر به الرئيس حافظ الأسد؟
أو الى قراءة كتاب " النار والغضب"، متوقعا من المؤلف اصدار طبعة مجددة منه، اثر زيارة الرئيس ترامب الى القدس محتفلا باستيطان السفارة الامريكية ارضا مقدسة خاضعة للاحتلال؟
هيجت أشجاني يا يوم الأرض.
أشكر الهيئة الداعية، واشكر لكم استماعكم، والسلام عليكم ورحمة الله.
دمشق في 22 آذار 2018                                جورج جبور

الاثنين، 26 مارس 2018

مذكرة من رئيس الرابطة السورية للأمم المتحدة بشأن كيفية موافقة الخارجية السورية على انشاء الرابطة


بتاريخ 19 – 1 – 2004 ورقم 24 أرسل مدير ادارة المنظمات والمؤتمرات الدولية مطالعة الى معاون الوزير بشأن موضوع انشاء جمعية سورية للأمم المتحدة هذا نصها:
" السيد معاون الوزير:
طرح السيد د. جورج جبور فكرة انشاء " الجمعية السورية للأمم المتحدة".
سبق للسيد جبور أن طرح هذه الفكرة عام 1972،
 كما سبق له وان طرح عدة افكار جيدة في هذا المضمار (كأن تكون أيام الأعياد الاسلامية ايام عطل رسمية في الأمم المتحدة، والدعوة الى اعتماد " حلف الفضول" كأساس دولي لتأسيس ميثاق حقوق الانسان وله الأسبقية على المدرسة الغربية البريطانية (الماغنا كارتا)، وكذلك اقتراح تأسيس جمعية سورية للعلوم السياسية).
الرأي:
تؤيد الادارة هذه الفكرة باعتبار أن سورية من الدول المؤسسة للأمم المتحدة. كما أن ذلك سيساهم في تعزيز الكوادر المتخصصة في الشؤون الدولية المتعددة الاطراف في سورية، اضافة الى ان هناك العديد من الجمعيات المماثلة في دول العالم.
يرجى الاطلاع والتوجيه".
كان الدكتور بشار الجعفري آنذاك هو مدير ادارة المنظمات. أما معاون الوزير فكان السيد وليد المعلم الذي كتب بخط اليد، في 25 – 1- 2004، ما يلي:
" السيد مدير مكتب الوزير:
يرجى العرض للتوجيه، واقترح الموافقة المبدئية، حتى نقوم ببحث تفاصيل التأسيس والعضوية والترخيص مع الدكتور جبور. وليد".
ثم في اليوم نفسه ثمة كتابة بخط اليد كما يلي:" موافق على اقتراح معاون الوزير"، ويليها، في الأرجح، توقيع الوزير السيد فاروق الشرع.
عاد ت المطالعة الى السيد مدير المنظمات برقم 225 وتاريخ 31 – 1 – 2004.
كل ذلك مثبت على صفحة واحدة من الورق الرسمي لوزارة الخارجية السورية، سلمني اياها، في تلك الأثناء، السيد مدير ادارة المنظمات.
في عملية التهيئة لاجتماع الهيئة العامة للرابطة السورية للأمم المتحدة، المتوقع انعقاده في 29 – 3 – 2018، رأيت مناسبا التعريف بمطالعة سعادة السفير الدكتور بشار الجعفري ايام كان مديرا للمنظمات في الخارجية، والى ما تبعها، ايضاحا لما ورد في تقرير مجلس ادارة الرابطة الى الهيئة العامة من اشارتين الى سعادته.
   دمشق في 25 آذار 2018                 الدكتور جورج جبور
                               رئيس الرابطة السورية للأمم المتحدة