الخميس، 19 نوفمبر 2015

جبور ومؤسسة دراسات الوحدة العربية: صفحة واحدة للتاريخ

في 19 – 3 –1973نشرت مجلة البلاغ البيروتية الاسبوعية المحتجبة مقالا على كامل الصفحة 43 تحت عنوان " الدكتور جورج جبور: مطلوب مؤسسة للدراسات الوحدوية".  تحدث المقال عن محاضرة للدكتور جبور -- الكاتب السوري، كما وصفته المجلة -- القاها في قاعة النادي الثقافي العربي في بيروت.  قدم المحاضر الى الجمهور الاستاذ جوزيف مغيزل، مؤسس ورئيس المنظمة اللبنانية لحقوق الانسان، وقد سمي وزيرا في وقت لاحق.

أكتب في 17 – 11 – 2015 بعد ثلاثة ايام من العودة من بيروت حيث شاركت في ندوة حاشدة عن مستقبل التغيير في الوطن العربي، نظمها مركز دراسات الوحدة العربية.  وكانت ندوة ذات قيمة معرفية جيدة. والشئ بالشئ يذكر كما يقال. تذكرت تلك الصفحة من مجلة البلاغ، فأحببت اطلاع بعض زملاء الندوة على ما ورد فيها. واسارع الى التعبير عن التقدير للمركز الذي اسسه ويديره الدكتور خير الدين حسيب، وهو تقدير عبرت عنه في تعقيبي على بحث د. حسيب الختامي في الندوة آنفة الذكر.

أعود الى مقال المجلة في تلخيصها محاضرتي البيروتية، فاختار بعض الفقرات.

اقتطف المقال من المحاضرة ما يلي:

" يتولى الغربيون دراستنا أكثر مما نتولى نحن دراسة انفسنا. هذا الواقع غير الصحي مرشح لكي يزداد سوءا اذا لم نبادر الى تصحيحه. "

" ويضيف الدكتور جبور قوله انه لا يعارض استيراد الافكار، لكنه يعارض استيراد الافكار عن أنفسنا من الغرب"

" ويخلص الدكتور جبور الى القول اننا اذا اردنا ان لا نفقد هويتنا الثقافية، فعلينا ان نعنى بدراسة انفسنا.."

 ويتابع المقال عن المحاضر قوله " ان المسؤولين العرب يحترمون الباحثين الغربيين أكثر مما يحترمون الباحثين العرب. ومن الواجب ان يكون الأمر معكوسا وان يصبح خبراء العرب من العرب لا من المستشرقين "

" وختم الدكتور جبور محاضرته داعيا الى ضرورة جمع الاختصاصيين العرب في العلوم الاجتماعية في رابطة مهنية واحدة تمهيدا لتأسيس مركز للبحوث الوحدوية العربية ........ وقد جرت حتى الآن محاولة واحدة عام 1965 قامت بها منظمة الطلبة العرب في امريكا، لكن تلك المحاولة فشلت".

ثم انهت المجلة مقالها عن المحاضرة كما يلي:"ونحن نضم صوتنا لصوت الدكتور جبور، ونتمنى للمركز العربي  للأبحاث الوحدوية  ان يرى النور في اقرب فرصة".

بعد اقل من شهر على نشر المقال عن المحاضرة، وبالتحديد في 12 – 4 – 1973 ، أصدر الرئيس حافظ الأسد القرار رقم 38 ، وبه شكل لجنة من أربعة اشخاص هم رئيس مكتب الثقافة في القيادة القومية ووزيري التعليم العالي والتربية  والدكتور جبور " مهمتها دراسة امكانية انشاء مركز بحوث ودراسات عربية لتوضيح وتعميق فكرة الوحدة العربية يرتبط بوزارة التعليم العالي  او بجامعة دمشق".

في عام 1971 تبنى الرئيس الاسد اقتراحي بإنشاء مؤسسة دراسات الاستعمار الاستيطاني المقارن في العالم. وفي عام 1973 صدر القرار 38 آنف الذكر.  فماذا جرى بعد ذلك؟

بين 19 و 21 – 10- 2009 عقد في عمان مؤتمر عنوانه " مشاريع التغيير في المنطقة العربية  ومستقبلها" . في بحثي الذي قرأته في المؤتمر وردت الفقرة التالية عن مصير المؤسستين:

" أشعرني بالعجز، ولم اعجز، الاسلوب الذي تمت به المتابعة الرسمية لاستجابة الرئيس الاسد لاقتراحي بإنشاء مؤسستين متكاملتين. وقريبا انشر – ان شاءت الظروف – مئات وربما آلاف المذكرات   الموجهة للرئيس الاسد حول الاسلوب الذي تمت به متابعة استجابته للاقتراحين بإنشاء المؤسستين. وتمتد هذه المذكرات على مدى زمني يقترب من اربعة عقود، اي منذ عام 1971 والى الآن"(من كتاب : نحو علم عربي للسياسة، طبعة ثالثة مزيدة، دمشق، الادارة السياسية للجيش والقوات المسلحة ، تشرين الاول، اكتوبر ، 2010 ، ص 292).                   هي صفحة واحدة للتاريخ.

دمشق في 17 تشرين الثاني نوفمبر 2015                                                   جورج جبور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق