الاثنين، 2 مايو 2016

صاحبة المعالي السيدة مدير عام اليونسكو الموقرة بعناية مكتب الامم المتحدة بدمشق الموقر

أطيب التحية وبعد:

أكتب بصفة شخصية عن امر يثير لدي عدم ارتياح، هو الموعد الذي اعتمدته اليونسكو يوما عالميا للغة العربية. واضح ان 18/ 12 يوم هام، الا ان الايام العالمية للغات الاخرى ذات دلالات ثقافية وتاريخية مرتبطة بإنجازات قام بها ابناء تلك اللغات، وليس هذا شأن يوم اللغة العربية العالمي.

أعلم ان اليونسكو اعتمدت ذلك اليوم بناء على اقتراح عربي، وأعلم ان اقتراح تغيير اليوم ينبغي ان يأتي من الدول العربية. الا ان ما يدعوني الى كتابة هذه الاسطر هو ان لي " دالة" على يوم اللغة العربية بصفتي صاحب الفكرة. ففي 15 / 3 / 2006 طالبت، في رحاب جامعة حلب، بأن يكون للغتنا يومها، وليس هناك، على حد علمي، من سبق الى هذا الامر. وتابعت الفكرة عربيا حتى اقرت.

في إطلاق الفكرة اقترحت ان يعتمد يوم " كانت او نزلت": " إقرأ "، يوما للغة العربية. ب" إقرأ" وما تلاها – اي بالقرآن الكريم،-- ترسخت اللغة العربية، وتلك حقيقة علمية لا يماري بها احد حتى لو كان ملحدا. الا ان من اهتم بالفكرة من المسؤولين رأوا اعتماد يوم تربوي عربيا، هو الاول من آذار، كما رأوا اعتماد يوم 18/ 12 عالميا، وهو يوم متميز، الا انه خال من دلالات ثقافية ذاتية. لعل مسؤولينا تخوفوا من استثمار الغلاة ليوم بدء التنزيل الشريف، فآثروا الابتعاد عنه. ورغم قناعتي بانه يمكن لنا ان نبقى علمانيين، ونعتمد، في الوقت نفسه، يوم بدء التنزيل الشريف يوما للغة العربية -- وقد اكدت على هذا المعنى في محاضرة عامة يوم 27 /4 / 2016 دعتني الى القائها رئاسة جامعة دمشق بمناسبة / 70 / عاما على انشاء كلية الآداب فيها--، الا انني، بقصد الوصول الى توافق، أدخلت تعديلا اساسه ما ذهبت اليه اللغات الانجليزية والروسية والصينية، أي الاحتفاء بأحد رموز الثقافة العربية كالمتنبي او ابن خلدون او غيرهما.

بهذه الأسطر ارجو من مقام الادارة العامة السامية أخذ العلم برأي مقدر له ان يصبح قرارا عربيا شاملا اذا أتيحت له فرصة مناقشة ثقافية – سياسية عامة. وليست تلك " ال إذا" بالسهلة في اوضاعنا العربية الراهنة.

وفي الختام، ارجو التفضل بقبول التقدير والاحترام.

 دمشق في 2 / 5/ 2016

الاستاذ الدكتور جورج جبور
رئيس الرابطة السورية للامم المتحدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق