الخميس، 15 أكتوبر 2015

الشاعر الاستاذ اديب طيار وحسنات الاضطهاد

فالعظيم العظيم من يرتقي النجم على همه وسرج شقائه

في امتحانات الشهادة الثانوية، فرع الاجتماعيات، عام 195 صدرت موضوع الانشاء في مقرر اللغة العربية ببيت شعر احفظه منذ الطفولة من مجموعة ابيات للشاعر الاستاذ اديب طيار  نظمها في ذكرى  وفاة المحامي الاستاذ عبد الله عبد الله  ونشرها في كتاب متواضع الحجم ، عظيم الاثر، كان في بيت العائلة عدة نسخ منه، عنوانه: حسنات الاضطهاد( اللاذقية، الطبعة الثانية، 1946، 76 صفحة) ربما كان للمطلع الشعري فضل في فوزي بالترتيب الاول في امتحانات الثانوية ذلك العام.

لا اخطئء اذا قلت ان الاستاذ طيار كان الاعمق اثرا في التحليق باذهان شبيبة صافيتا الى آفاق الشأن العام، المحلي والسوري والعربي. كان، رحمه الله، ثورة عاصفة يمارس، مع الاجيال الصاعدة، رياضة ما ندعوه اليوم" العصف الفكري" .

لن اؤرخ هنا للشاعر المربي في حياته الحافلة بالنشاط العام والادبي. اكتفي  بامرين.

1-      اختير عضوا في مجلس الامة، ايام الجمهورية العربية المتحدة، واشتهر بمداخلاته الجريئة  التي عرف الناخبين بها ، في النخابات عام 1973، من خلال نشره بعض محاضر مجلس الامة التي اوردت  نصوص مداخلاته. احب لسجله النيابي ان يكون "رأسماله" في المعركة الانتخابية. لكنه لم يفز.

2-      كان الرئيس حافظ الاسد، رحمه الله، احد طلابه في اللاذقية  خلال النصف الثاني من الاربعينات. في جزء من جلسة مريحة  لي مع الرئيس، اوائل السبعينات، كان ثالثنا حسنات الاضطهاد. اغتبطت اذ اكتشفت ان الرئيس يحفظ من اشعاره  ويعرف من مواقفه اكثر مما احفظ  واعرف.

اروع قصائده في الكتاب تلك التي نظمها في اربعين الشهيد المصري  المربي محمد فهمي  الذي كان منتدبا  لتدريس الرياضيات في تجهيز اللاذقية .عن مناسبة القصيدة هذه الاسطر: " عاد في الربيع الماضي الى اهله زائرا  فسقط قل الوصول اليهم  في مظاهرات الجلاء شهيدا". وهذه بعض ابيات القصيدة الطويلة التي بها  كان ختام الحسنات:

زأرت مصر فامتطى البرق في الشام الى النيل وهو بالنيل مغرم

,.......

فنبرى يزحم الصفوف الى الخصم وفي ثوبه حديد وضيغم

خاضها تحسب النجوم على الافق شراا من جمرها يتضرم

خاضها تجفل البروق اذا مرت على وجهها الغضوب المجهم

لم تكن غير رجة الطرف حتى صرع السيف في الوغى وتحطم

..........

.........

احمر الجرح، يا شقيقا لروحي، نم شهيدا، صلى عليك وسلم

انتقل الشاعر الاستاذ الى رحمة الله اوائل عام 1981 واقيم له حفل اربعين حافل في كنيسة مار ميخائيل في برج صافيتا  شاركت به وجوه ثقافية سورية بارزة وكانت لي فيه كلمة.  اصدرت وزارة الثقافة  ديوانا له  بعد وفاته. ويبقى ان يزين اسمه مبنى احدى مدارس صافيتا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق