الاثنين، 12 أكتوبر 2015

عن مايكل هدسون



أشكر مركز دراسات الوحدة العربية على الدعوة التي وصلتني ا مس للمشاركة في هذه الندوة . كما أشكر الدكتور هدسون على ما قدم من رؤية  بشأن ما جرى في بلداننا العربية وما يرى من آفاقها. واذ انه تفضل فذكرني في مداخلته فانني اسارع فأجيبه الى ما سأل موضحا ان الحكومة السورية مستمرة، قدر ما تستطيع، في القيام بواجباتها ازاء المناطق التي تسيطر عليها داعش بما في ذلك دفع رواتب الموظفين.
ورقة الدكتور هدسون تلخيص ذكي ممتاز منهجي للمعلومات الكثيرة المتداولة. يبني عليه المحاضر ليصل الى طرح السؤال الجوهري حول المستقبل. لا اختلف معه جذريا في ما عرض، الا انني افتقدت اية اشارة الى النفط والى فلسطين. تاريخ منطقتنا هو، من حيث الاساس ، تاريخ النفط وفلسطين. كان للاعتبارات النفطية اثر في رسم حدود الدول. اما أموال النفط فقد كان لبعضها اثر في دعم حقوق الفلسطينيين وفي وجوه اخرى خيرة، وكان لبعضها الآخر وجوده الفعال في الفساد وفي استشراء العنف المسلح. ويبقى ان النفط عامل لا يصح ان نعالج ما تعالجه ورقة هدسون دون ان يكون له حضوره الخطير، ظاهرا كان ام باطنا.
اما فلسطين فهي التي تهب الشرعية للنظم العربية على نحو ما بين هدسون نفسه في كتاب له شهير. العامل الفلسطيني حاضر دائما في الوجدان العربي وكان له وجوده وما يزال في احداث سورية ولبنان ومصر بخاصة. ألا نرى ان عملية تسييج اسرائيل بقوات دولية، وهي عملية ابتدأت في الخمسينات واكتملت قبل بضع سنوات، انما انتجت تغييرا في الاهتمام العام موجهة اياه الى الداخل، فشهد هذا الداخل صراعا بين عاجزين عن فرض القانون على الغير المغتصب؟ولن اطيل في هذا الامر فمحاضرنا من اهل البيت. عرفت فيه، منذ لقائنا الاول في رحاب المؤتمر السنوي للجمعية الامريكية لعلم السياسة (شيكاغو 1965) عرفت فيه تمسكه بالحق الفلسطيني.
 سررت باقرار الصديق المحاضر، وانا اتحدث، بانه، وافق على استحقاق نقطتي المتعلقة بالنفط. وأظنه لن يتحفظ على استحقاق نقطتي الخاصة بفلسطين. هاتان النقطتان الهامتان هما محور السياسة في المنطقة. الا ان هذا الامر لن يقودنا الى تبرئة النظم العربية من المسؤولية عما جرى وما سيجري. وبالنسبة الى سورية، بلدي، استطيع القول ان قصور الحكم، فكريا واداء يوميا، ساعد في تشكل بيئة حاضنة لما نحن فيه. وما نحن فيه ليس شأنا داخليا معزولا بالكلية عن ترتيبات خارجية ، اقليمية ودولية.
اشكر ثانية المركز والصديق المحاضر واستميحكم عذرا بالانصراف فلدي ارتباطات اخرى كان من الممكن لي الا اقيد نفسي بها لو علمت بهذا اللقاء في وقت مبكر.
                                                                             الدكتور جورج جبور
رئيس الرابطة السورية للامم المتحدة، عضو مجلس الامناء في مؤسسة القدس الدولية(سورية) عضو المؤتمرين القومي العربي والقومي-الاسلامي. وسابقا: استاذ ورئيس قسم السياسة في معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق